المهارات الحياتية تعريفها وتصنيفاتها
أصبحت تنمية المهارات الحياتية لدى المتعلمين تحظى باهتمام متزايد من قبل الدول والمنظمات؛ لما لها من أهمية في إعداد المراهقين والشباب للحياة بشكل عام و تأهيلهم للتعامل السليم مع التغيرات و المواقف. من هذا المنطلق فإن الحياة المدرسية من خلال تنوع أنشطتها تعد المجال الخصب لتنمية هذه المهارات وتطويرهاء و تحرير الطاقات الكامنة لدى التلاميذ بحسب ميولاتهم ومواهيهم، و تنشتتهم للاضطلاع بالمهام المنوطة بهم في المستقبل» ومن تمة تعتبر أنشطة الحياة رافعة أساسية للتنشئة الاجتماعية.
المهارات الحياتية
مفهوم المهارة الحياتية
يقصد بالمهارات الحياتية مجموعة من القدرات والكفايات المرتبطة بحياة الشباب والمراهقين» في شكل منهج متكامل لبناء وتصحيح توجهاتهم السليمة؛ مثل القدرة على التواصل الجيد والحسم في القرارات والقدرة على التفاوض…
وهي السلوكيات والقدرات الشخصية والاجتماعية اللازمة التي يجب على المرء أن متلكها للتعامل بثقة أكبر واقتدار مع نفسه ومع الآخرين ومع المجتمع» وذلك عن طريق اتخاذ القرارات الأنسب على المستويات المختلفة (الشخصية؛ والاجتماعية؛ والنفسية …) وتطوير الآليات لتحمل المسؤولية عن الأفعال الشخصية؛ وفهم الذات والغير وتكوين علاقات إيجابية مع الآخرين وتفادي حدوث الأزمات أو القدرة على التعامل مع الأزمات عند حدوثها.
تعريف منظمة الصحة لمهارات الحياة
عرفت منظمة الصحة العالمية ”مهارات الحياة ”بأنها القدرة على التكيف؛ والأداء الايجابي الذي يمكن الفرد من العيش بفاعلية والتعامل مع التحديات التي تواجهه. وفي تعريف آخر لمنظمة الصحة العالمية؛ تم تعريف ”مهارات الحياة ”على أنها القدرة على التكيف والسلوك الإيجابي؛ التي تمكن الفرد من التعامل بفاعلية مع متطلبات الحياة وتحدياتها اليومية.
كما حددت منظمة الصحة العالمية ”مهارات الحياة ” في قدرات منها:
وأشارت منظمتا اليونيسيف واليونسكو، ومنظمة الصحة العالمية إلى إمكانية تقسيم مهارات الحياة على النحو الآتي : حل المشكلات ؛ والتفكير الإبداعي ؛ ومهارات التواصل الفعال، ومهارات صناعة القرار» ومهارات التفكير النقدي ؛ والعلاقات بين الأشخاص، ومهارات بناء الوعي الذاتي؛ والتقمص، والتعامل مع الضغوط والانفعالات.
وتعتبر المهارات الحياتية، طبقا لتعريف المنظمة العالمية للصحة؛ مجموعة من التمكنات المتعلقة بسلوك إيجابى يمكن الأفراد من المواجهة الفعالة لمطالب وتحديات الحياة اليومية. ومعنى ذلك أنها مجموعة من المعارف النظرية والعملية في مختلف مجالات الحياة» يتم اكتسابها عن طريق الخبرة والتجربة» لتمكن الشاب أو المراهق حين وجوده أمام مشكلة؛ من تبين الحل الملائم لها. وبذلك تكون المهارات الحياتية مجموعة من الكفايات (Compétences) التي تساعد الشباب والمراهقين على:
2 تصنيف المهارات الحياتية
إن مفهوم المهارة الحياتية؛ استنادا إلى ما يستخلص من التعريفات السابقة» يشير إلى: القدرة على استحضار مختلف المعارف والخبرات التي سبق اكتسابها في ظروف مشابهة وتكييفها ثم تفعيلهاء لمواجهة نوع معين من الوضعيات المولدة للمخاطر التي تعترض حياة المراهقين والشباب. وهذه المهارات قد تكون نوعية(ِSpécifiques) ؛ كما قد تكون عرضانية (Transversales).
1 المهارات الحياتية النوعية :
هى المهارات التى ترتبط بمجال معين من مجالات حياة الشباب والمراهقين؛ و لا تصدق على مجال آخر غيره. ومن أمثلتها:
في مجال الصحة الإنجابية:
- القدرة على تناول المواضيع الجنسية وفق منظور القيم الإسلامية؛
- الاستعفاف أمام كل علاقة جنسية غير محمية؛
- الاقتناع بضرورة اعتماد وسائل الوقاية من الإصابة بالتعفنات المنقولة جنسيا.
في مجال التعفنات المنقولة جنسيا والسيدا
- القدرة على التعايش مع حاملي الفيروس والمرضى؛
- تقبل المرض؛
- الجرأة في التحدث عن المرض.
2 – المهارات الحياتبة العرضانية
هي المهارة التي يطال توظيفها في مجالات عدة من حياة المراهقين والشباب؛ ومن أمثلتها «مهارة التفاوض»، و ذلك لأن امتلاك القدرة على التفاوض من لدن الشاب أو المراهق يجعل منه شخصا قادرا على المفاوضة والإقناع في مختلف الوضعيات والمواقف التي يتعرض لها:
- يفاوض بالنسبة لوضعه الاجتماعي في كل المؤسسات التي ينتمي إليهاء؛
- يفاوض في محال إقرار النوع الاجتماعي ؛
- يفاوض لمقاومة ضغوط الأنداد؛
- يفاوض من أجل الاستمتاع جمراهقته وبلوغه كمر حلة نمائية عليه أن يعيشها بكل متطلباتهاء ولكن دون الإضرار بالذات.
و من خاصيات المهارة الحياتية العرضانية:
الشمولية: إنها تتسع لكل مجالات حياة المراهقين والشبابءكما هو الشأن بالنسبة لمهارة الإقناع مثلا؛
الانجاز: والمقصود بذلك الممارسة لحل وضعية قائمة تسبب قلقا للمراهق (مقاومة ضغط الأنداد)؛
الادماج: الجمع بين أكثر من خبرة ومعرفة» والتوليف بينها في صورة نشاطات يتم بواسطتها التصدي للمشكل العائق؛
الكشف عن قدرات المراهق وبلورتها: فالمهارة الحياتية المشتركة تعمل على ترجمة أفكار المراهق إلى إنجازات وأداءات تفيد في الإفصاح والكشف على الفعل الناجح في التعامل مع الوضعيات والعوائق التي يتعرض لها.
إن تحقيق هذا النوع من المهارات يفترض بالضرورة قابلية المراهق للاستجابة؛ أي استعداده لإنجاز أنشطة يتمكن بموجبها من إحراز المهارات الحياتية. وهذا ما يعرف بالدافعية التي من شروطها الميل والرغبة.
ومن أمثلة المهارات الحياتية العرضانية نذكر :
- القدرة على التصدي للإحباط والقلق؛
- القدرة على الإقناع؛
- التغلب على العنف والاعتداء؛
- القدرة على مقاومة ضغوط الأنداد؛
- اعتماد التحليل المنطقي ِ
- القدرة على التفاوض والمساومة؛
- القدرة على حل النزاعات؛
- تقدير الذات؛
- القدرة على مقاومة التأثيرات السلبية للدعاية والإعلام والإشهار؟
- القدرة على المبادرة واتخاذ القرار؟
- اعتبار النوع الاجتماعي.
المهارات الحياتية لي الحياة المدرسية
تأتي تنمية المهارات الحياتية لدى تلميذات وتلاميذ المؤسسات التعليمية في إطار تحضيرهم للحياة المجتمعية وتأهيلهم للقيام بأدوارهم للنهوض بالمجتمع والمساهمة في تنميتة و ازدهاره» وتهدف أساسا إلى:
- تدريب التلاميذ على حسن التواصل واحترام قيم الاختلاف؛
- تمهيرهم على حسن الإنصات إلى زملائهم دون مقاطعتهم؛
- حفزهم على العمل ضمن فريق؛
- توعيتهم بأهمية التعلم الجماعي والتعاوني؛
- إدراج مواد تعلمهم التفكير النقدي والتفكير التحليلي والنقد الذاتي؛
- تحسيسهم بأهمية الانفتاح على الحياة والإقبال عليها بإيجابية؛
- تجنيبهم التطرف والتعصب والانغلاق الفكري؛
- تدرييهم على أهمية توظيف مجموعة من الذكاءات المتعددة من أجل حل بعض المشكلات؛
- تفعيل الأدوار المسرحية لمواجهة مصاعب الحياة واحترام الآخرين؛
- إبعادهم عن التعصب الديني أو المذهبي أو العرقي؛
- خلق نوادي لتبادل الخبرات وتقاسم المعرفة فى المهارات الحياتية؛
- الانفتاح على الحرف والمهن المحلية وزيارة أماكنها ومجالسة روادها؛
هذا المقال هو مقتطف من دليل الحياة المدرسية الصادر مديرية الحياة المدرسية بتاريخ دجنبر 2019، وإذ نقدمه في موقعنا الجامعة التربوية نظرا ما له من أهمية، وبشكل خاصة من أجل التعريف بالمهارات الحياتية وما لها من أهمية
التعليقات مغلقة.